الحياة محصلة انحرافات..
يمنات
نبيل قاسم
لدي انحراف في الأنف
جعل الهواء يدخل متعرجاً إلى رئتي
وأعرف مسبقاً، وسعيد بذلك، أني أملك كماً هائلاً من الانحراف الأخلاقي
كتفي الأعوج جعل جسدي يأخذ شكل شبه المنحرف
آبه لذلك كثيراً لأني أقضي وقتاً طويلاً أمام المرآة محاولاً تعديله
وأنا طفل كنت أسمع نشيداً وطنياً يتغنى بالثورة:
” طريقها لا ينحرف”
الآن أدركت أن ذلك اللا انحراف كان انحرافا
الانحراف عن المسار يحتاج إلى معادلات تكميلية
الانحراف عن الدين ولَّد جيوشاً من القتلة
أدركت أخيراً أن الكثير من الحزن الذي يملأ الأعمال الأدبية،الغناء، الدراما…
عبارة عن معادلات تكميلية لانحراف في علاقة عاطفية
عشاق الحرية لديهم مسارات يعالجون بها الانحراف عن المسارات
الأطباء النفسانيون لديهم معايير يعالجون بها الانحراف عن المعايير
هناك خوف من الانحراف
وهذا التاريخ الذي بلا أبواب وبلا نوافذ يقول:
الثورة انحراف
الحب انحراف
الحرية انحراف
الحياة كلها محصلة انحرافات
لذلك؛ هيا ننحرف.